هل تمثل فرنسا الترويكا الأوروبية في موقفها المتشدد تجاه إيران؟

بعد مرور 100 يوم على ولايته الثانية، يعيد ترمب تشكيل السياسة الخارجية بقرارات حادة من غزة حتى موسكو، وسط تراجع في شعبيته وتضارب في مواقفه تجاه قضايا الشرق الأوسط.

ملف اللاجئين السوريين يراوح مكانه بين تعقيدات الواقع السوري وتقييدات القانون الأوروبي. البنية التحتية المدمّرة، والاقتصاد الهش، وغياب الضمانات الأمنية تجعل من العودة الجماعية خيارًا محفوفًا بالمخاطر.

زيارة الشرع لفرنسا تكشف رغبة باريس في استعادة دورها كلاعب دبلوماسي في الشرق الأوسط، عبر فتح الأبواب الدولية لدمشق مجددًا. الزيارة تتزامن مع إشارات لتقارب سوري–إسرائيلي غير مباشر

دمشق تقترب دبلوماسيًا من أوروبا عبر زيارة الرئيس السوري لباريس، في محاولة لحشد دعم اقتصادي وسياسي. تقارير تحدّثت عن حوار غير مباشر مع إسرائيل يشمل قضايا أمنية وسلام مشروط برعاية خارجية.

تثير زيارة الرئيس السوري إلى باريس جدلًا أوروبيًا حول جدوى الانفتاح، ويشير ميشال أبو نجم إلى أن فرنسا تراهن على شراكات إعادة الإعمار، لكن الانقسام الأوروبي ورفض واشنطن يُضعفان فرص التحول السياسي.

يبدأ الشرع زيارته إلى باريس غدًا، في خطوة تُمهّد لانفراجة غير مسبوقة في العلاقات بين البلدين بعد سنوات من القطيعة. الزيارة تعكس تحوّلًا في المزاج الدولي تجاه دمشق، وسط إشارات متبادلة لتجاوز العزلة.

انقطاعات كهربائية واسعة تضرب فرنسا وإسبانيا والبرتغال، مع استمرار مشاكل التوريد رغم الدعم الفرنسي. الجزائر تسجل تأثرا محدودا بالإنترنت دون انقطاع كهربائي.

تكثّف فرنسا تحركاتها في الشرق الأوسط لاستعادة موقعها كلاعب مؤثر، عبر جولات إلى العراق والكويت والسعودية، مستفيدة من تراجع تأثير طهران وانكفاء واشنطن. ترتكز على دعم الاعتراف بالدولة الفلسطينية.

تحاول فرنسا تثبيت نفوذها في شرق سوريا عبر دعم الأكراد، خاصة في ظل احتمالات انسحاب أميركي، ما يثير مخاوف تركيا من توسع النفوذ الكردي. فرنسا تبرر تواجدها تاريخيًا بحماية الأقليات

في ظل هشاشة الحكومة الفرنسية، الجزائر تُصعّد بطرد دبلوماسيين، وباريس تكتفي برد محدود. تضارب المواقف يفتح باب التساؤلات حول من يدير الملف، وسط اتهامات لوزير الداخلية باستغلال الأزمة لمكاسب سياسية

قالت زينة إبراهيم مراسلة "الشرق" في واشنطن، إن زيارة روبيو وويتكوف لفرنسا ستتناول ملفات أوكرانيا وإيران وغزة، إضافة إلى محاولة احتواء توترات الرسوم الجمركية مع أوروبا.

تصاعدت الأزمة بين الجزائر وفرنسا بطرد للدبلوماسيين، مع اتهامات بالتدخل وتوظيف التاريخ. الجزائر تشدد على السيادة، وفرنسا تتهمها بالتهرب من المسؤولية. الحوار متوقف والتوتر قد ينعكس سلبًا على العلاقات.

مع تصاعد الحديث عن مقترح أميركي جديد، تبرز قضية تخصيب اليورانيوم كعقبة رئيسية أمام أي اتفاق مع إيران، في وقت تلوّح فيه واشنطن بالتصعيد حال فشل المفاوضات.

أعلن ترمب تقديم عرض لإيران ضمن جهود استئناف المفاوضات النووية، محذرًا من عواقب وخيمة، فيما نفت طهران تلقي أي مقترح، وأجرت مباحثات مع الأوروبيين.

قال د. فراس إلياس الخبير في الشؤون الإيرانية، إن التباعد بين طهران وواشنطن ما زال كبيرًا رغم تفاؤل ترمب، مشيرًا إلى رغبة أميركية بصفقة سريعة تقابلها مناورة تفاوضية إيرانية محسوبة.

إيران توافق على تخفيض نسبة التخصيب في مفاوضات رفع العقوبات، فيما تصر واشنطن على تفكيك البرنامج النووي بالكامل. تهديدات بالعقوبات والضغط العسكري تزيد من تعقيد المفاوضات.

اتفاق إيران لوقف تخصيب اليورانيوم قد يرفع صادرات النفط الإيراني، ما يعزز السوق. ومع ذلك، يظل الطلب ضعيفًا في أسواق النفط رغم إمكانية ضخ إمدادات جديدة.

أعلنت واشنطن فرض عقوبات على أكثر من ثلاثين كيانًا على صلة بإيران في الصين وسنغافورة وهونج كونج، بسبب دعمها لبرامج الصواريخ والمسيّرات. زينة إبراهيم ربطت الحملة بتعثر المحادثات النووية.

في مقابلة حديثة، ترمب وصف إيران كأحد أكبر التهديدات، مؤكداً على ضرورة منعها من امتلاك سلاح نووي، معلنًا عن عقوبات مشددة إذا لم تلتزم بالتوقف عن دعم الإرهاب.

حافظ تقرير "أوبك" على توقعاته للطلب العالمي على النفط دون تعديل، رغم ضعف النمو وتضارب المؤشرات الاقتصادية، مشيرًا إلى أن الزيادة الحالية في الطلب ترتبط بعوامل ظرفية.

لقاء مغلق جمع الرئيس الأميركي دونالد ترمب والرئيس السوري أحمد الشرع على هامش القمة الخليجية دون الكشف عن تفاصيل. القادة يناقشون ملفات غزة، إيران، وسوريا وسط تنسيق خليجي متماسك.

أطلق ترمب مواقف قوية تجاه إيران، مشددًا على مواصلة سياسة الضغط وتفادي الحرب. نوّرمان رول أشار إلى أن التحرك الأميركي يتقاطع مع دعم سعودي لرفع العقوبات عن سوريا وصفقة دفاعية كبرى.