بين تباطؤ اقتصاد بكين وضغوط على ترمب.. الصين وأميركا نحو اتفاق تجاري

أعلن بنك اليابان أنه سيؤجل رفع الفائدة بعد مراجعة توقعاته السلبية للنمو والتضخم، متأثرًا بالرسوم الأميركية على صادراته. الضغوط مستمرة على الين، رغم اعتباره ملاذًا آمنًا

الدول الصغيرة والمتوسطة تبحث عن استقلالية في عالم تتقاطع فيه مصالح أميركا والصين وروسيا. عبر سياسة الحياد المرن، توازن بين القوى الكبرى لتفادي التبعية أو الصدام المباشر.

يواصل الرئيس ترمب سياسة الضغط على الصين في مجالات التجارة والعلاقات الجيوسياسية. بينما تتأثر الشركات الصغيرة والمتوسطة بتكاليف التعريفات الجمركية، فإن تعقيد المفاوضات قد يطيل الوصول إلى الاتفاق.

انكماش حاد في مصانع الصين يثير مخاوف بشأن الاستثمارات الصينية في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وسط تصاعد الحرب التجارية وسعي بكين نحو أسواق بديلة.

تسعى واشنطن لاتفاق نادر مع كييف يتيح لها معادن استراتيجية وسط تضييق صيني. أوضح يسري أن الصفقة تواجه عراقيل بسبب وثائق تشغيل وتصدير، وقد تمثل تعويضًا عن تمويل سابق لأوكرانيا وتعزز الوجود الأميركي هناك.

ارتفعت الأسواق الأوروبية في البداية مدفوعة بنتائج قوية، ثم انقلبت للخسائر بعد إعلان انكماش أميركي. قال نجم إن الضبابية العالمية وتوترات بكين وواشنطن تعزز المخاوف، التي تنتظر محفزات تحدد مسارها القادم.

ترمب يتمم 100 يوم وسط تقلبات في الأسواق الآسيوية. الصين تواجه تباطؤا محدودًا وتخوض محادثات مع أميركا. اليابان تترقب اتفاق تجارة حرة، وصادرات الصين تبقى تنافسية عالميا.

قال هاني الدرساني مراسل الشرق في ريو دي جانيرو، إن اجتماعات بريكس ناقشت موقفا موحدا من الرسوم الأميركية، ودعت الصين لتعزيز التبادل التجاري بعملات بديلة، فيما قدمت روسيا عرضا بشأن مفاوضات السلام.

مع زخم الملاذ الآمن وتدفقات البنوك المركزية، يستمر الذهب في الصعود، مستقرًا عند مستويات تاريخية. رغم تراجع التصعيد الأميركي-الصيني، لا تزال حالة عدم اليقين حاضرة، ما يُبقي الطلب على الذهب قويًا.

الصين تحاول كسر هيمنة إنفيديا عبر تطوير رقائق محلية وتحديث البرمجيات، لكن دون قاعدة تصنيع متقدمة مثل تي إس إم سي، يبقى التفوق الأميركي واضحًا. ديبسيك أثبتت أنه يمكن تحقيق نتائج جيدة برقائق أضعف

التصعيد التجاري بين ترمب والصين بلغ ذروته في المئة يوم الأولى، مع رسوم أميركية عالية ورفض صيني للتفاوض تحت الضغط. الصين تعرض زيادة وارداتها الأميركية، لكن تايوان تبقى عقبة.

أحدثت تسريبات داخلية زلزالا في فريق ترمب الأمني. قالت نصر من واشنطن إن مايك ويلز بات في موقف هش، مع تزايد الحديث عن ستيف ويتكوف كبديل محتمل، في ظل تحركات لإبعاد شخصيات محسوبة على المؤسسة التقليدية.

سجّل الدولار ارتفاعًا نسبيًا بدعم من تسعير جديد للمخاطر. ورأى جيرمي ستريتش من "Canadian Imperial of Commerce" أن ضعف الين وصعود اليورو يعود لتغيّرات سياسية ونقدية بين اليابان وأوروبا.

تباينت ردود الأسواق تجاه تعافي قطاع التكنولوجيا وسط استمرار الضغوط التجارية. يرى رئيس قسم استراتيجية الأسواق لدى "The Bank of New York"، روبرت سافاج، أن مرونة شركات كبرى ساعدت في بناء ثقة المستثمرين.

تراجع الاقتصاد الأميركي للربع الثاني على التوالي، ما يشير إلى دخول مرحلة ركود فعلي. قال كبير الاقتصاديين لدى "XP Investments"، ألبرتو برنال، إن البطالة وتراجع أرباح الشركات سيواصلان الضغط على الأسواق.

بعد ضغوط مستمرة من ترمب، تم إبرام صفقة استراتيجية مع أوكرانيا، وصفها وزير الخزانة بأنها ثمرة لقاء الفاتيكان الأخير. حيث تركز الصفقة على المعادن النادرة، في خطوة أميركية لتقليل الاعتماد على الصين.

تواصل استثمارات TSMC جذب الأنظار على الساحة الاقتصادية العالمية، وهي جزء من سياسة ترمب لتعزيز التصنيع الأميركي. وأوضح كريم حجازي أن هذه الاستثمارات خطوة إيجابية، لكن نجاحها مرهون بزيادة الإنتاج.

بعد مئة يوم من رئاسة ترمب، شهد الاقتصاد الأميركي تحولات كبيرة في عدة قطاعات، ما خلق تفاؤلا في الأسواق. ورغم ذلك، يظل من الصعب التنبؤ بتأثير هذه التغيرات على المدى الطويل.

قرار إدارة ترمب بوقف التمويل الفدرالي عن هارفارد بسبب تزايد مؤيدي فلسطين والجدل حول حماية الطلاب اليهود أثار جدلًا حول مستقبل الجامعات الأميركية. السعودية أكدت توفر بدائل تعليمية في آسيا وأوروبا.

توقّعت تقارير تراجع التضخم خلال 2025. قال د. مصطفى بدره إن الرسوم الجمركية التي أعلنها ترمب قد تبطل آثار خفض الفائدة، مشيرًا إلى أن استمرار الأزمات يهدد الأمن الغذائي ويُبقي الأسواق تحت الضغط.

يدور جدل داخل إدارة ترمب حول رفع العقوبات عن دمشق. أوضحت رنا أبتر أن الخلاف بين مؤيدين للتقارب ومعارضين لأي تواصل يعرقل بلورة موقف أميركي واضح، ما دفع الإدارة لمنح الملف أولوية إقليمية.