الصين تتصدر السباق الآسيوي.. واليابان وكوريا تواجه التحديات

راجات أجاروال استراتيجي أسهم آسيا يوضح استمرار زخم الذكاء الاصطناعي في الأسواق الآسيوية 2026، مع ضرورة التنويع نحو الهند وتقليل التركيز على تايوان وكوريا، رغم دعم السياسات الصينية للأسواق المحلية.

يواجه الاقتصاد الصيني تهديدات مزدوجة، ما بين سوق العمل غير المستقر وأزمة القطاع العقاري، فيما تحتاج الحكومة إلى التركيز على الاستثمار في البنية التحتية وتحسين منظومة الرعاية الاجتماعية لتحقيق النمو

تشير توقعات 2026 للين مقابل الدولار إلى قوة تصل لمستوى 145 مقارنة بالسعر الحالي، مدعومة بخفض أسعار الفائدة من الفيدرالي الأميركي ورفع محتمل من بنك اليابان، وضعف الدولار عالميا.

تعكس أزمة "فانكي" استمرار الهبوط في قطاع العقارات الصينية وضعف المبيعات منذ الربع الثاني مع تراجع ثقة المستهلكين بفعل تجدد الحرب التجارية، وقد تتدخل الحكومة بالدعم النقدي أو شراء مخزون الشقق

تشهد سوق السندات اليابانية طويلة الأجل ارتفاع العوائد مع ترقب رفع بنك اليابان للفائدة، مدعوما ببيانات التضخم والأجور القوية، لكن المزادات الكبيرة للسندات وطبيعة المستثمرين المحليين تحد من التقلبات.

تواجه السياحة اليابانية ضغوطا مؤقتة نتيجة انخفاض أعداد السياح الصينيين، ما يدفع بعضهم لاختيار وجهات بديلة في جنوب شرق آسيا وأوروبا، قبل أن تعود الحركة الطبيعية بعد عطلة رأس السنة.

تزيد التوترات اليابانية الصينية حول تايوان من حالة الجمود السياسي، دون تأثير كبير على سلاسل التوريد، بينما تعمل الحكومة اليابانية على حزمة تحفيز لدعم الشركات الصغيرة والمتوسطة وتحسين معيشة المواطنين.

قالت لورين تان، مديرة أبحاث الأسهم الآسيوية في Morningstar، إن التوترات الجيوسياسية بين الصين واليابان تؤثر على الأسواق قصيرة المدى، لكنها تخلق فرص شراء للأسهم اليابانية المتراجعة.

تركز الصين على التصنيع والذكاء الاصطناعي بدل إعادة التوازن للاقتصاد. ومع ضعف الاستهلاك وتراجع العقارات، تحتاج الصين إلى تحفيزات مباشرة للأسر، واستخدام فائض المساكن في مشاريع بنية تحتية ومراكز بيانات

يعد التصحيح في الأسواق الآسيوية طبيعيا ومحدودا، تدعمه سياسات التحفيز الصينية ونمو الأسهم الأميركية. فيما تستفيد الهند من نمو أرباح متوقع للعام المقبل، وفي اليابان، يعزز ضعف الين الصادرات رغم التضخم

تحمل الهدنة بين أميركا والصين طابعا سياسيا أكثر من كونها اقتصادية، حيث تمنح الأسواق استراحة قصيرة من التوترات، لكنها تظل هشة أمام الملفات العالقة كالتكنولوجيا والطاقة والتحالفات الآسيوية المتشابكة.

قال المعايطة، إن التنافس بين الصين والولايات المتحدة يتجاوز البعد العسكري التقليدي ليشمل التكنولوجيا والقدرات الاستراتيجية. فيما قال وايلدر، إن بكين تشارك فعليًا في سباق تسلح متسارع.

ترى الصين أن المزاعم الأميركية ذريعة للتسلح وتدعو واشنطن إلى خفض ترسانتها النووية، والدخول في مفاوضات نزع السلاح، مؤكدة التزامها بالدفاع عن أمنها القومي وحماية مصالحها الاستراتيجية.

تشهد أسواق النفط تحركات محدودة نتيجة المعروض المرتفع، بينما يظل الطلب الصيني عامل جذب رئيسي، في ظل تأثير مستمر للتوترات الجيوسياسية في فنزويلا وأوكرانيا على الأسعار.

قال مارك ماثيوز رئيس قسم البحوث في آسيا في Bank Julius Baer إن تثبيت الفائدة في الصين لا يحمل رسالة طمأنة أو قلق، مرجحًا لجوء بنك الشعب الصيني لاحقًا إلى تيسير نقدي والسماح بارتفاع قيمة العملة

قال الخبير في Macro Hive إن تراجع صادرات مغناطيسات المعادن النادرة إلى الولايات المتحدة لا يعكس أزمة شاملة، موضحًا أن الصين ما زالت أكبر مصدر عالمي وأن التوازن بين العرض والطلب قائم حتى الآن.

جانو تشان، مؤسسة Bitesized Economics، ترى أن 2026 سيكون اختبارًا لنماذج النمو في آسيا، مع تحديات لإعادة التوازن الاقتصادي في الصين مقابل مزايا هندية قوية تعتمد على الخدمات والطلب المحلي

لي شينج، مستشارة استراتيجية في Exness، ترى أن قوة اليوان مدعومة لتحقيق الاستقرار التجاري والحد من الضغوط الخارجية، بينما يواجه الين الياباني والروبية الهندية ضغوطًا من سياسات الفائدة العالمية

تشهد أسواق التكنولوجيا تقلبات ملحوظة مؤخرا، خصوصا في قطاع الذكاء الاصطناعي، حيث تتباين الفرص والمخاطر بين الشركات المتقدمة والناشئة، ما يجعل انتقائية المستثمر ضرورة أساسية.

العام المقبل قد يشهد نموًا عالميًا أهدأ. لافارج يرى أن زخم استثمارات الذكاء الاصطناعي في أميركا يتراجع، وأن الصين تقترب من مسار اقتصادات متقدمة، مع تأخر أثر حوافز أوروبا وبقاء مرونة الاقتصاد الأميركي.

تشهد الأسواق النفطية صعودا مؤقتا نتيجة تصاعد التوترات الجيوسياسية، في وقت يضغط فيه فائض المعروض والتخزين العائم على الأسعار، مع متابعة دقيقة لتأثيرات الصين وفنزويلا على حركة النفط والتدفقات العالمية.