الذهب والتضخم..  قراءة مختلفة لرسائل الفيدرالي

تسلط الأسواق العالمية الضوء على الحاجة لتنويع الاستثمار بعيدا عن أسهم التكنولوجيا، مع التركيز على الأسواق الناشئة والفرص الاقتصادية الجديدة لتعزيز الاستقرار والمحافظة على العوائد.

قال عاصم منصور إن السيناريو الأقرب لافتتاح السوق يعتمد على تماسك تاسي أعلى 10,300 نقطة، موضحاً أن المستويات الحالية قد تدعم ارتداداً مشروطاً بعودة السيولة، رغم استمرار الضغوط منذ بداية العام.

يفتح الذكاء الاصطناعي نقاشا واسعا حول أثره الاقتصادي، إذ ينظر إليه كمحرك محتمل للإنتاجية والابتكار، مقابل مخاوف تتعلق بسوق العمل. وبين الطفرة الاستثمارية وتباطؤ التبني، يبقى الرهان على العائد.

قال بيار فضول المدير العام بSquare Associate إن صندوق الـ 550 مليار دولار يبدو التزاماً سياسياً أكثر منه اقتصادياً، مؤكداً أن اليابان لن تخصص مبلغاً بهذا الحجم دون مردود فعلي واضح للشركات.

تشهد الأسواق الأميركية موجة حذر مع تراجع أسهم التكنولوجيا بعد فقدان الزخم، وسط عمليات جني أرباح ومخاوف من ارتفاع الإنفاق الرأسمالي. ورغم الضغوط، لا تزال التراجعات تصنف ضمن التصحيحات الطبيعية.

تشهد الأسواق الأميركية ضغوطا بيعية متواصلة مع تراجع مؤشرات وول ستريت وكسر مستويات دعم فنية، في ظل ضعف أسهم التكنولوجيا، بينما تسجل السلع تحركات متباينة بين النفط والمعادن النفيسة.

يسجل الذهب قمما تاريخية جديدة، بينما تتجه بعض الصناديق إلى البيع في إطار جني أرباح طبيعي. الأداء العام ما زال قويًا، مدعومًا بنشاط السوق وتوجهات استثمارية طويلة الأجل رغم تقلبات موسمية.

قال المحلل الاستراتيجي للأسواق في مجلس الذهب العالمي، إن صعود الذهب مدعوم بأساسيات واضحة، أبرزها التحوط من المخاطر وزيادة الإقبال عليه داخل المحافظ الاستثمارية، خاصة في الأميركتين وآسيا.

صعود الذهب قرب مستويات قياسية يعكس دور المخاطر الجيوسياسية ومشتريات البنوك المركزية. جولياس بينديكاس يرى أن المعدن يظل أداة تحوط، بينما تشهد الفضة ارتفاعًا استثنائيًا بدعم اختلال العرض والطلب.

تسجّل الفضة مستويات مرتفعة مدفوعة بشح المعروض والطلب الصناعي، وسط تقلبات في المعادن النفيسة. مدير Global Commodity Investment، فريد بريت، أشار إلى أن الزخم الحالي يعكس طلبًا حقيقيًا.

قال نائب الرئيس التنفيذي للاستثمار في NCM إن مشتريات البنوك المركزية من الذهب مستمرة ضمن برامج طويلة الأجل، معتبرًا أن هذه التدفقات تدعم الأسعار ولا تشير إلى تخمة شراء أو تصحيح قريب.

قال بيتر توماس رئيس شركة AUSecure إن التحذيرات من الاستثمار في الفضة ترتبط بتذبذب ناتج عن فجوة بين الإنتاج والطلب، موضحًا أن الاستخدامات الصناعية والتكنولوجية تدفع الأسعار لكن المخاطر تظل مرتفعة.

تراجع أداء معظم فئات الأصول خلال الأسبوع الماضي مع اقتراب نهاية العام، حيث تعرضت السلع لضغوط قوية بفعل هبوط الطاقة، بينما برز الذهب والفضة كملاجئ بديلة، في وقت ساد فيه الحذر أسواق الأسهم والعملات.

من المتوقع أن يواصل الذهب مساره الصاعد وصولا إلى مستويات قياسية جديدة في 2026، مدعوما بضعف الثقة بالدولار، وتصاعد التضخم، وزيادة طلب البنوك المركزية، فيما تتراجع الفضة مؤقتا لجني الأرباح.

قالت إفا مانثي، المحللة الاستراتيجية للسلع في ING، إن الذهب مدعوم بضعف الدولار ومشتريات البنوك المركزية. وأكدت أن الفضة ستتفوق بفضل الطلب الصناعي، خاصة من قطاع الطاقة الشمسية، رغم المخاوف من المضاربة.

يستعيد الذهب مكانته كأداة تحوط آمنة مع تراجع جاذبية الأصول عالية المخاطر مثل بتكوين، وسط اضطرابات جيوسياسية وتقلبات العملات العالمية، وزيادة احتياطيات البنوك المركزية.

يشير تباطؤ التضخم إلى ضغوط أقل على الأسعار، مدفوعا بانخفاض كلفة الإسكان واستقرار سوق العمل، لكن غياب بيانات سابقة يجعل الحكم النهائي على المسار الاقتصادي بحاجة إلى مزيد من التريث تجاه سياسة الفيدرالي.

تتعامل الأسواق بدقة مع بيانات الوظائف الأميركية، متوقعة خفضين إضافيين للفائدة العام المقبل، فيما يواجه الفيدرالي وضعا صعبا يجمع بين ضعف سوق العمل وضغوط التضخم.

الأسواق مستقرة نسبيا رغم الضغوط، مع تحرك المستثمرين نحو الأسهم الصغيرة والمتوسطة والابتعاد عن أسهم التكنولوجيا، فيما يمنح ضعف بيانات الوظائف الفيدرالي الأميركي مجالا لخفض الفائدة

ارتفع معدل البطالة في الولايات المتحدة إلى 4.6% خلال نوفمبر، لكن تباطؤ سوق العمل لا يهدد الاقتصاد، الذي يواصل النمو مدفوعا بارتفاع الإنتاجية، فيما ينظر الفيدرالي الأميركي إلى الصورة الكلية

تُظهر بيانات العمل الأميركية توازنا هشا بين التوظيف والتباطؤ، ما يعقّد قرارات السياسة النقدية. المحاضر الاقتصادي في "جامعة جورج واشنطن"، د. جيمس ديفيد سبيلمان، أوضح أن قطاع الرعاية الصحية قاد الوظائف.

تراقب الأسواق مسار السياسة النقدية الأميركية مع تباطؤ اقتصادي دون صدمة. رئيس محللي الأسواق العالمية في "اي تي افاكس"، جونزالو كانيتي، أشار إلى أن بيانات العمل والتضخم تتيح مناورة لـ"الفيدرالي".

قال ماثيو كين، العضو المنتدب في Evidens Consultancy، إن الفضة في فقاعة قد تتضاعف لنقص المعروض. وأكد أن شراء البنوك المركزية للذهب يعكس ضعف الدولار، متوقعًا صعود المعدن الأصفر بظل ديون أميركا.

قال د. ريكاردو تريزي الاقتصادي السابق في الاحتياطي الفيدرالي إن ضغط ترمب على خفض الفائدة يتجاهل واقع التضخم، محذرًا من تهديد مصداقية الفيدرالي، ومشيرًا إلى أن القيادة الجديدة ستواجه انقسامًا حادًا.

تواصل الأسواق مواجهة ضغوط على الدولار وسط إدارة الفيدرالي للسيولة، مع متابعة المستثمرين للبيانات الاقتصادية والسياسة النقدية وتأثيرها على العملات العالمية والسلع.

يشهد الاقتصاد الأميركي مرحلة من الهبوط السلس في أسعار الفائدة، ما يخلق توازنا بين التضخم وسوق العمل ويؤثر على تقلبات الأسواق، مع تركيز المستثمرين على أسهم التكنولوجيا.