إيران بعد الضربة: شلل في القيادة أم إعادة تموضع؟

تراجعت مؤشرات سوقي دبي وأبوظبي خلال جلسة الجمعة، بفعل التوترات الجيوسياسية عقب الضربات الإسرائيلية على إيران، ورغم صعود النفط، ضغطت المخاوف على أسهم العقارات والملاحة والغاز.

تزايدت المخاوف في المنطقة عقب الضربة الإسرائيلية، حيث أغلق العراق أجواءه وسط هدوء حذر في بغداد، بينما قررت الأردن الخطوة ذاتها، مع متابعة التطورات لحظة بلحظة وإعادة جدولة الرحلات.

قفزت أسعار النفط بأكثر من 10% بعد الضربة الإسرائيلية لإيران، وسط مخاوف من تعطل الإمدادات عبر هرمز، قبل أن تهدأ الارتفاعات. وارتفع الذهب والدولار مع لجوء المستثمرين للملاذات الآمنة.

تزامن الهجوم الإسرائيلي مع انتهاء مهلة تفاوضية حددها ترمب، ما أثار شكوكا بشأن تنسيق مسبق، خاصة بعدما لمح الرئيس الأميركي إلى علم الإدارة بضربة طهران قبل تنفيذها.

أشادت لاجارد بمرونة اقتصاد منطقة اليورو وتراجع البطالة لأدنى مستوياتها التاريخية، لكن الأسواق لا تزال تتريث في تسعير خفض الفائدة، بسبب تحديات هيكلية في سوق العمل الأوروبي.

التأثير المحتمل للرسوم لا يزال غير واضح، خصوصا على التضخم والنمو، في ظل تنوع الأسعار واختلال سلاسل التوريد. ما يجعل البنوك المركزية مترددة في اتخاذ قرارات حاسمة حالياً.

استقر اليورو أمام الدولار رغم التقلبات، مدعوما بتصريحات لاجارد التي فتحت الباب أمام خفض الفائدة في سبتمبر. وجاء ذلك وسط تراجع طفيف في مؤشرات الأسهم الأوروبية، بينما تواصل الأسواق ترقب بيانات التضخم.

رغم اتساع الفجوة في الفائدة لصالح الدولار، يحافظ اليورو على مكاسبه منذ بداية العام، نتيجة ضعف الدولار الأميركي، وتراجع شهية المستثمرين للأصول الأميركية، ما يدعم العملات المنافسة.

رغم تباطؤ النمو في منطقة اليورو، حافظ اليورو على مكاسبه بدعم من سياسة نقدية حذرة يتبعها المركزي الأوروبي، وسط بيئة اقتصادية تتسم بالضبابية وعدم اليقين.

نفذت إسرائيل غارة بعد بدء وقف إطلاق النار، ردا على صاروخ إيراني لم يتبن رسميا. الخبير العسكري حسن جوني، اعتبر أنها "الطلقة الأخيرة" قبل تثبيت الهدنة. لافتا إلى أن الحرب انتهت بتوازن نسبي في المصالح.

تثبيت اتفاق وقف النار بين إيران وإسرائيل متوقف على الإرادة الأميركية وفقا للصحفي أدهم حبيب الله، الذي يرى أن واشنطن قادرة على ضبط الوضع وإلزام الجانبين بالاتفاق، ما لم يكن هناك أجندة إسرائيلية موازية.

بعد ضربات أميركية استهدفت المنشآت النووية الإيرانية، أعلن ترمب وقفه لإطلاق النار بين طهران وتل أبيب، ورغم الغموض حول شروط الاتفاق والتنازلات، تتهيأ الأطراف لمرحلة التفاوض.

تشهد إيران لحظة حرجة بعد الهجمات الأميركية والإسرائيلية، ويبدو أن أذرعها في المنطقة تتعامل الآن بحذر شديد. فالردود المحتملة ستكون محدودة، إذ يدرك الجميع أن أي تصعيد مباشر ضد أميركا قد يجر مواجهة واسعة

رغم الضربة الأميركية لمواقع نووية إيرانية، يرى هان تان أن الأسواق الأميركية استوعبت الصدمة بسرعة، إذ لم تسجل الأسهم تراجعات حادة، بينما ظل الحذر مسيطرا وسط ترقب التطورات الجيوسياسية المقبلة.

قال علي السراي، محرر الشأن العراقي في صحيفة الشرق الأوسط، إن الحكومة عاجزة عن مواجهة الميليشيات بسبب تحالفاتها. فيما قال د. وليد فارس إن واشنطن لن تتحرك دون مشروع جاد للحكومة.

قال إسلام المنسي، الباحث في الشؤون الإيرانية، إن الأوروبيين يستخدمون ورقة إعادة العقوبات للضغط على طهران، بينما تسعى الأخيرة للتفاوض الجماعي بعد تجربة مريرة مع واشنطن.

يتصاعد التوتر بين بغداد وأربيل في ظل اتهامات متبادلة حول الهجمات على منشآت النفط وتأخير الرواتب، بينما تتعثر جهود إقرار قانون النفط والغاز بسبب الخلافات السياسية العميقة.

قالت كاميليا انتخابي فرد رئيسة تحرير إندبندنت فارسي إن طهران تستخدم التوقيت الحالي لكسب الوقت وسط الخلافات الأميركية الأوروبية، فيما أكد أندرياس رينيك أن نجاح المحادثات مرهون بعودة واشنطن.

إيران تعود إلى سياسة النفس الطويل في المفاوضات النووية، مستفيدة من غياب واشنطن عن جولة إسطنبول مع الترويكا الأوروبية، في محاولة لتأخير تفعيل آلية "سناب باك" وتجنب العقوبات المرتقبة.

قال د. هاني سليمان الباحث في الشؤون الإيرانية، إن محادثات إسطنبول تشكّل كسرًا للعزلة الدبلوماسية، لكنها لا تحمل ضمانات نجاح، في ظل تمسك إيران بحق التخصيب وضغوط الغرب لفرض قيود واضحة.

في ظل تصاعد التوترات بشأن البرنامج النووي، تسعى طهران لإحياء المسار الدبلوماسي مع أوروبا، مستفيدة من تراجع أدوات الضغط الغربية، وتباين المواقف بين واشنطن وبروكسل حيال سبل احتواء الأزمة.

تتمسك إيران بالحلول الدبلوماسية في مفاوضاتها النووية، لكنها في الوقت ذاته ترفض التنازل عن حقها في تخصيب اليورانيوم، بينما تتابع بحذر مؤشرات ابتعاد أوروبا عن النهج الأميركي.

بينما تسود المنطقة توترات متصاعدة، تستضيف إسطنبول جولة جديدة من المحادثات النووية بين إيران وثلاثي أوروبا، في محاولة لإعادة إحياء الاتفاق، وذلك بعد تنسيق دبلوماسي بين أنقرة وطهران.

قال وليام كورتني الدبلوماسي الأميركي السابق، إن شروط إيران لاستئناف المحادثات النووية غير واقعية، فيما شدد حكم أمهز الباحث في الشؤون الإقليمية والدولية، على أن طهران متمسكة بحقوقها القانونية.