بتكوين يهدد عرش الذهب والدولار وسط ترقب لسياسات ترمب

تأثير قرارات ترمب التجارية تجاوز حدود أميركا، إذ باتت الشركات الكبرى تتردد في التخطيط لمستقبلها وسط سياسات غير مستقرة، وتعريفات جمركية يتراجع عنها ترمب بعد فرضها. وفقا لجوناثان ميلار- Barclays Capital

زيارة المستشار الألماني ميرتس إلى أميركا تأتي في لحظة فارقة؛ ترمب المعروف بمفاجآته يواصل ضغوطه على أوروبا بينما يبحث الطرفان سبل تهدئة النزاعات التجارية وتعزيز الشراكة الأمنية.

مشروع ترمب المالي يعمّق العجز ويزيد الدين العام إلى مستويات غير مستدامة، بينما يُحجم عن تحفيز الاقتصاد في ظل تسريحات وظيفية وركود إنفاق الشركات وفقا لدانييل ديمارتينو بوث الرئيسة التنفيذية QI Research

تشارلز دوسي توقع دور شركات خزانة العملات المشفرة مثل ترمب ميديا في السوق، مع هيمنة متزايدة لبتكوين، لكنه حذر من مخاطر تنظيمية محتملة في المستقبل بسبب نمو الشركات الفتية.

تشهد بتكوين مقاومة فنية عند 107 آلاف رغم حفاظها على مستويات قوية، إذ قفزت بأكثر من 42% من أدنى مستوى لها في أبريل، وسجلت إيثريوم قفزة بسعرها وحققت مكاسب تناهز 90% خلال 8 أسابيع متتالية

تستفيد العملات الرقمية من دعم سياسي مؤثر، إذ صرّح طوران المامادوف بأن تصريحات ترمب حرّكت شهية المستثمرين نحو بتكوين، وسط اتجاه مؤسسي واسع نحو الأصول المشفرة. وتواصل إيثيريوم وريبل صعودهما.

بتكوين تتراجع إلى مستويات 104 ألف دولار بعد مكاسب قوية دفعتها سابقا لتجاوز 110 ألف، في انعكاس لعملية جني أرباح وليس فقدان زخم، بحسب عمرو عبده، شريك مؤسس في Market Trader Academy.

سجلت الأسهم العالمية أفضل أداء في مايو منذ نوفمبر 2023 بارتفاع 5.5%. تراجعت السلع والسندات والدولار، بينما قفزت إيثيريوم 41% وبتكوين 11%. الذهب والنحاس حافظا على مكاسب متواضعة.

تفاقمت عمليات اختطاف مستثمري العملات الرقمية في فرنسا دون تأثير مباشر على "بتكوين"، التي واصلت الصعود. ربط رودي شوشاني هذه الحوادث بفراغ أمني وتشريعي، منبّهًا إلى هشاشة الوضع القانوني في أوروبا.

تسببت عمليات اختراق حديثة في اهتزاز ثقة المستخدمين بمنصات العملات الرقمية. أشار الشوبكي إلى أن التسريبات المتكررة تكشف ضعفا هيكليا في أنظمة الحماية. ومع تنامي المخاطر، تتجه بعض الحكومات إلى فرض قيود.

بتكوين تمضي بثقة بعيدا عن سوق الأسهم، مدعومة بتشريعات أميركية وحب جماهيري. أما الإيثريوم، فتعول على قوانين العملات المستقرة للعودة إلى المنافسة في ساحة الكبار.

في مؤتمر البتكوين بلاس فيجاس، أعلن نائب الرئيس الأميركي دعما رسميا للعملات الرقمية، مع تعهد بدمج البتكوين بالنظام المالي. مراسل الشرق يشير إلى توقعات سعرية عند 170 ألف دولار بدعم من تشريعات تنظيمية.

قال أليكس تشيزيك، خبير العملات المشفرة، إن الولايات المتحدة تتجه لتبني بتكوين كأصل استراتيجي، مشيرًا إلى مقترح قانوني يتيح حيازة مليون عملة خلال خمس سنوات لتعزيز الاقتصاد.

يرى جيف رودز أن الذهب لم يبلغ ذروته بعد، مدعومًا بعودة ترمب، وقد يصل إلى 4000 دولار. كما يتوقع صعود الفضة إلى 60 دولارًا بفعل العجز المزمن وقلة المخزونات الرسمية.

رغم أن الذهب استوعب كثيرًا من المحفزات السابقة، فإن استمرار ضعف الدولار وتراجع الثقة في الاقتصاد الأميركي يبقيان الزخم قائمًا، مع احتمالات خفض الفائدة الأميركية لاحقًا هذا العام.

الذهب يستفيد من المخاطر العالمية كتصاعد العائد على السندات وانخفاض الثقة بالدولار، واستمرار البنوك المركزية الكبرى، مثل الصين، في شراء الذهب مع تقليل حيازتها من السندات، يعزز التوقعات بمزيد من الصعود.

يتجه الذهب للصعود مدعومًا بضعف الدولار وتوقعات خفض الفائدة، فيما تبقى الفضة أكثر حساسية للتباطؤ رغم دعمها الصناعي. بيتر توماس أشار إلى أن الذهب يستمد زخمه من اضطرابات الأسواق.

شهدت أسعار الذهب استقرارا بعد موجة ارتفاعات، وسط تجاهل الأسواق للتدفقات الإخبارية والتركيز على الأساسيات، واقترب الذهب من التشبع الشرائي، بينما أداء الفضة باهتا لارتباطه بالنمو الصناعي العالمي الضعيف

قال كريستوفر بودين دي لارش مدير محافظ في NCM، إن الذهب لا يزال في نطاق تصحيحي، لكنه مرشّح لاختراق مستويات قياسية جديدة في الخريف، رغم ضعف الزخم الموسمي.

رغم صعود أسهم الذكاء الاصطناعي، تظهر مخاوف من تركز الأداء وتباطؤ أرباح الشركات الأميركية. مستثمرون يتجهون نحو السندات الأوروبية والذهب، وسط ضغوط متزايدة على الدولار والأصول الأميركية طويلة الأجل.

المستثمرون يتجهون إلى الذهب والفرنك السويسري هربا من تقلبات الدولار وارتفاع مخاطر السندات الأميركية طويلة الأجل، بحسب ويليام ما رئيس قسم الاستثمارات في GROW Investments Group.

أداء الذهب القوي يعزز فرص بلوغ مستويات قياسية، فيما تلاحقه الفضة بزخم سريع. المعدنان يخرجان من نطاق التحركات البطيئة، والأسواق تترقب اختراقًا قد يغير قواعد التداول قريبا.

صعد الذهب مجددًا مدفوعًا بتوترات دولية وتلميحات ترمب لإجراءات تجارية مرتقبة. أرجع محمد السلايمة هذا الارتفاع إلى تحوّط المستثمرين وترقبهم للقاء ترمب وشي، مع خروج تدريجي من سندات الخزانة الأميركية.