أوروبا ترفع عقوباتها عن سوريا.. ما النتائج؟

دول أوروبية كبرى تهدد بتصعيد سياسي ضد إسرائيل، مع تلويح بالاعتراف بدولة فلسطين، بسبب استمرار الحرب في غزة. بريطانيا وفرنسا وكندا طالبت بوقف فوري لإطلاق النار وإدخال المساعدات.

أعلنت منظمة الصحة العالمية عن عجز مالي يبلغ مليارًا و700 مليون دولار، وذلك مع اقتراب انسحاب أميركا المتوقع عام 2026، ما يهدد برامج دعم الدول الفقيرة.

بدأ الاتحاد الأوروبي خطوات نحو تخفيف العقوبات عن سوريا، بحسب حسن الشاغل، الذي أشار إلى أن الكهرباء والطاقة ستكونان محورًا رئيسيًا للاستثمارات. لكنه لفت إلى غياب مؤشرات واضحة من دمشق لجذب المستثمرين.

أحدث قرار رفع العقوبات عن سوريا انفراجة اقتصادية مرتقبة، بحسب د. جلال قناص، الذي أوضح أن إعادة فتح قنوات التمويل والتحويلات ستنعكس إيجابًا على القطاع المصرفي والبنية التحتية.

أكد ماركو روبيو أن أميركا لن تشارك في إعمار سوريا ما دام الأسد في الحكم، داعيًا إلى حكومة جديدة دون نفوذ الأسد وإيران، وواشنطن تنتظر موقفًا عربيًا موحدًا.

وفد أردني رفيع يزور دمشق في أول زيارة من نوعها بعد رفع العقوبات، لبحث تعزيز التعاون الاقتصادي والأمني. الزيارة ركزت على ملفات الطاقة والنقل، وتشكيل مجلس تنسيق أعلى بين البلدين.

يتناول نوار شعبان قضية السوريين المحتجزين في رومية، معتبرًا أن غياب المحاكمات والتمثيل القانوني يثير مخاوف حقوقية. ودعا إلى لجنة مشتركة تفرز الملفات وتطلق سراح غير المدانين.

أثار إعلان تشكيل هيئة العدالة الانتقالية في سوريا جدلًا حادًا بسبب تغييب البرلمان، وفق ما قاله مازن درويش، محذرًا من أن حصر العدالة بضحايا النظام دون معالجة شاملة للانتهاكات سيعيد إنتاج التمييز.

قالت باربرا ليف مساعدة وزير الخارجية الأميركي السابق، إن واشنطن منفتحة على تطبيع تدريجي مع دمشق إذا التزمت الحكومة الجديدة بمؤشرات واضحة. وأكدت أن مكافحة الإرهاب، تظل في صدارة أولويات إدارة ترمب.

يترافق رفع العقوبات عن سوريا مع تفاؤل حذر بإمكانية التعافي الاقتصادي. قال د. علي كنعان إن دمشق تنتظر تدفق مساعدات دولية تدريجية، تشمل الكهرباء والصحة، لكنها تعوّل على الاستثمارات الأجنبية.

هزّ انفجار عنيف مدينة الميادين شرق سوريا، مستهدفًا مخفرًا أمنيًا وأوقع قتلى وجرحى بينهم مدنيون. ذكرت شاميرام درويش أن السيارة المفخخة كانت مركونة قرب المخفر، ما دفع السلطات لإعلان حظر تجول فوري.

تشكيل هيئة العدالة الانتقالية في سوريا أثار جدلا، فبينما عُدّ خطوة ضرورية بعد سقوط النظام، وجهت لها انتقادات لغياب الشمولية، وتجاهل ضحايا أطراف النزاع الأخرى، ولصدورها بمرسوم رئاسي يُضعف استقلاليتها.

قال د. محمد قواص الكاتب والمحلل السياسي، إن الخطوات الأوروبية الأخيرة تجاه إسرائيل تحمل طابعًا رمزيًا لكنها تعكس تحوّلًا في المزاج الغربي، وسط توتر غير معلن بين واشنطن وتل أبيب.

تشهد مؤشرات الأسهم الأوروبية انتعاشًا استثنائيًا منذ بداية العام، متجاوزة نظيراتها الأميركية. تامر نجم أشار إلى أن التقييمات الجاذبة للأسهم الأوروبية دفعت صناديق كبرى لتوسيع استثماراتها.

قال فهد البقمي الخبير في شؤون الاقتصاد والطاقة، إن الاتفاق الأمني التجاري بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي يعزز مسار الشراكات مع الخليج ويفتح أبوابًا اقتصادية واعدة للطرفين.

تحاول بريطانيا إصلاح علاقتها مع أوروبا باتفاق يُعيد المرونة للأسواق دون التخلي عن استقلال ما بعد البريكست. أوضح كليزمان موراتي أن الحكومة تسعى لتقليل العوائق التجارية وموازنة الضغوط الداخلية.

جاء الاتفاق البريطاني الأوروبي الأخير كبادرة لإعادة التوازن بعد البريكست، حسب د. دي جورجيو، الذي أشار إلى أن الملفات الجوهرية لا تزال مؤجلة، إلا أن مجالات مثل التجارة والطاقة تشهد تحريكًا جديدًا.

بدأت بريطانيا فصلًا اقتصاديًا جديدًا بتوقيع اتفاق مع الاتحاد الأوروبي يشمل الأمن والطاقة، ويتوقع أن يضيف 150 مليار يورو للاقتصاد. تامر نجم أشار إلى أن الجنيه الإسترليني ارتفع بعد هذا التطور.

أوضح بهاء العوام، محرر الشؤون البريطانية في "إندبندنت عربية"، أن المتغيرات بعد "بريكست" أدت إلى تقارب بين بريطانيا والاتحاد الأوروبي في الدفاع والاقتصاد، مع تمديد الوصول لمياه بريطانيا حتى 2038.

قال تامر نجم مراسل الشرق للأخبار، إن سهم ليوناردو برز كأحد أقوى أسهم قطاع الدفاع، وواصل صعوده بدعم من ارتفاع الطلب الأوروبي على الأنظمة الدفاعية، متوقعًا استفادته من صفقات اندماج وشراكات مع إيرباص.

قال مارك أوستوالد كبير الاقتصاديين في ADM ISI، إن علاوة المخاطر لم تُلغَ كليًا، وإن السوق لا تزال ترقُب مصير مفاوضات الرسوم وسقف الدين الأميركي وسط تقلبات بأسواق الذهب والفائدة.

تراجع طلبات اللجوء إلى ألمانيا يأتي نتيجة سياسات أوروبية صارمة واتفاقيات مع تونس وليبيا. في المقابل، تتزايد محاولات الهجرة غير النظامية وهجرة الكفاءات.