هل يتصدر التعاون الاقتصادي عن السياسي في العلاقات الروسية الصينية؟

مناورات عسكرية مشتركة بين الصين وروسيا، تعكس مدى الاستعداد للتطورات التي تشهدها المنطقة، وذلك في ظل المراقبة الأميركية لتطور التعاون بين موسكو وبكين، والتي تثير قلق الجانب الأميركي.

اتفاقيات ممتدة لنقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا، في ظل الحديث عن احتمالية تعليق العقود في ظل الحرب الروسية في أوكرانيا، ويأتي ذلك في وقت يزداد التعاون بقطاع الطاقة بين الصين وروسيا.

تشهد الساحة الدولية حالة ترقب لمحادثة مرتقبة بين الرئيس الأميركي ترمب ونظيره الروسي بوتين، وسط آمال متفاوتة بشأن إحياء مفاوضات السلام المتعثرة بين موسكو وكييف. تتمسك روسيا بشروطها المعلنة منذ 2022.

ترمب يعتزم الاتصال ببوتين لإنهاء حرب أوكرانيا. يسري يقول إن الاتصال المرتقب يحمل أبعادا انتخابية، ويروج له كفرصة لإعادة ترمب إلى واجهة السياسة الدولية وسط مراقبة أميركية ودولية حذرة لنتائج هذه الخطوة.

يربط الرئيس الروسي فلاديمير بوتين السلام مع أوكرانيا بخلق الظروف المناسبة لتحقيق السلام عبر معالجة الأسباب الجذرية كتمدد الناتو واضطهاد الروس، وسط مفاوضات أولية مع كييف، واتصال مرتقب مع ترمب

موسكو تعلن استعدادها لاستئناف المفاوضات مع أوكرانيا وتطرح تساؤلات حول شرعية الجهة الموقعة من كييف، في ظل تمسك الأخيرة بتشديد العقوبات على روسيا، وفقا لمراسلة الشرق ديالا الخليلي.

قال رائد جبر مدير مكتب صحيفة الشرق الأوسط في موسكو، إن تبادل الأسرى خطوة إيجابية في محادثات موسكو وكييف، لكنها لا تعني اختراقًا سياسيًا وشيكًا، في ظل تمسك الطرفين بشروط متعارضة.

قال أولكسندر ميريزكو رئيس لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان الأوكراني، إن وحدة الأراضي والسيادة الوطنية خطوط حمراء لا يمكن التنازل عنها، مؤكدًا أن المفاوضات خيار ضروري رغم تعقيداتها.

استمرت محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا في الجولة الأولى بعد 3 سنوات من النزاع، مع رفض أوكرانيا الشروط الروسية، وتبادل أسرى، وضغوط دولية تركية وأميركية على الطرفين.

يرى مصطفى أوزجان أن فشل محادثات إسطنبول كان متوقعاً، مع تمسك روسيا بالأراضي المحتلة. تركيا تسعى للوساطة لكن دون تأثير كبير، وسط ضغوط دولية وأمل بوقف لإطلاق النار.

روسيا تتهم أوكرانيا بالمماطلة في مفاوضات إسطنبول، فيما تسعى كييف لوقف مؤقت لإطلاق النار، وتصر موسكو على حل جذري. موسكو ترحب بوساطة واشنطن وتنفي التحضير لقمة ترمب-بوتين.

تتواصل مباحثات روسيا وأوكرانيا في إسطنبول وسط غموض، حيث غاب بوتين عن المحادثات، فيما أكد ترمب أن أي تقدم لن يحدث حتى يجتمع مع بوتين، مشيرًا إلى إمكانية زيارته لتركيا الجمعة.

تتباين تحركات أسعار النفط بسبب التوترات التجارية والهدوء النسبي في المحادثات، حيث تؤدي الرسوم الجمركية المخفضة إلى دعم الطلب، بينما تؤدي رفعها إلى ضغط واضح على الأسعار.

الهدنة التجارية بين الصين وأميركا تمنح شركات الشحن فترة استراحة مؤقتة، وفقا ليان لودفيغ أندريسن، الذي يرى أن الطفرة الحالية قد تكون استباقية، مع توقعات بتباطؤ في 2026.

يظهر الاقتصاد الصيني تباينا، مع نمو الإنتاج الصناعي بنسبة 6.1% في أبريل، متجاوزا التوقعات، بينما جاءت مبيعات التجزئة دون المتوقع، ما يثير التساؤلات حول فعالية التحفيزات الحكومية.

في مقابلة تحليلية، يحذر د. عمرو صالح من استمرار التباطؤ الاقتصادي العالمي رغم مؤشرات التعافي، ويرى أن الحروب التجارية والمشهد الجيوسياسي يكرّسان حالة الغموض.

يرى جراهام موريس بيري أن تراجع الزواج في الصين يزيد الضغوط على سوق العمل والعقارات، والحكومة تحاول التخفيف عبر دعم رعاية الأطفال وتحفيز الاستهلاك لرفع النمو السكاني.

في خطوة تهدف إلى تهدئة الصراع التجاري بين واشنطن وبكين، اعتبر باسكال دي ليما، كبير الاقتصاديين في Ecocell، أن الهدنة التجارية بين البلدين توفر استقرارا مؤقتا، لكنها لا تحل القضايا الجوهرية.

تتجه الصين وأميركا نحو مفاوضات تجارية جديدة بخفض مؤقت للرسوم الجمركية، وسط مخاوف من التعريفات المستقبلية وتأثيرها على الأسواق العالمية، لا سيما الاتحاد الأوروبي واليابان وكوريا الجنوبية.

الأسواق الأميركية تواصل الارتفاع وسط تهدئة تجارية، لكن مؤشرات التشبع الشرائي تثير القلق، مع استمرار هيمنة قطاع التكنولوجيا، بحسب جورج خوري رئيس قسم الأبحاث في CFI Group.

خفض الرسوم بين أميركا والصين يهدّئ التصعيد، لكنه لا يبدد الغموض حول اليوان. فينكاتيسوران ترى أن فترة الـ90 يوما لن تكفي لحسم الخلافات، بينما تتحرك الصين لتخفيف التباطؤ وتعزيز تنويع الشركاء.

سجلت مؤشرات وول ستريت ارتفاعات طفيفة في افتتاح جلسة اليوم، وسط تفاؤل بشأن اتفاق تجاري مع الصين ونتائج قوية من قطاع التكنولوجيا، خاصة "إنفيديا"، ما دفع مؤشر ناسداك للصعود.