توقعات باستمرار ضعف الإنفاق الاستهلاكي في الصين طوال العام

في ظل التحديات التي تواجهها الصين على مستويات عدة، وبعد أن جاء النمو الاقتصادي بأقل من التوقعات عند 4.7% وهو الأدنى في 5 فصول.. ما المتوقع من اجتماع الحزب الشيوعي الصيني؟

شهد الاقتصاد الصيني تطورًا خلال العقود الماضي معتمدة على الاستثمار لتلبية الطلب الخارجي، لتنتقل من بلد ريفي إلى مصنع العالم، وأطلقت بكين مبادرة الحزام والطريق.

فيما انطلقت اجتماعات الجلسة الثالثة الكاملة للحزب الشيوعي، ثمة سؤال يتعلق بالحلول التي قد تُطرح لمعالجة مشاكل قطاع العقارات مع انهيار سوق الإسكان والعديد من شركات التطوير الخاصة

دفعت الحرب التجارية مع واشنطن الصين إلى تسريع خططها للاستقلال التكنولوجي، عبر دعم الأبحاث المحلية وتشجيع الشركات الوطنية. ويوضح جراهام موريس بيري أن اللامركزية أصبحت ضرورية لحماية الاقتصاد.

في تحول لافت، رفعت "مورجان ستانلي" تقييمها للأسهم الصينية، مستندة إلى الشعبية المتزايدة لـ"ديب سيك" والتطور السريع للذكاء الاصطناعي، بجانب دعم حكومي يعزز ثقة المستثمرين في السوق.

رفع "مورجان ستانلي" نظرته للأسهم الصينية، مدفوعا بتقدم الذكاء الاصطناعي والإصلاحات التنظيمية، إضافة إلى عمليات إعادة شراء الأسهم، فيما يرى نعيم أسلم أن السوق الصينية باتت بيئة مثالية للاستثمار.

الأسواق الصينية تنتعش بقيادة أسهم التكنولوجيا، في وقت يترقب المتداولون لقاء محتمل بين الرئيس الصيني ومؤسس "علي بابا"، ما قد يعزز الثقة في القطاع الخاص ويؤثر إيجابا على السوق.

لا تزال أسهم التكنولوجيا الصينية تواجه تحديات رغم تحسن تقييماتها مقارنة بفترة الحملة التنظيمية التي بدأت في 2020. وبينما يرى بعض المستثمرين فرصة للشراء في ظل الأسعار المنخفضة، تظل المخاوف مستمرة.

تأثير الرسوم الجمركية على الأسواق المالية يظهر عبر تقلبات السوق وزيادة التضخم. كما يشير إلى تحديات الاقتصاد الصيني، داعيًا لتعزيز الثقة لدعم الإنفاق وتحفيز النمو.

انطلق عام 2024 بتفاؤل اقتصادي عالمي، لكنه انتهى بمفاجآت غير متوقعة، إذ تراجعت التوقعات مع تصاعد التحديات، والتي أبرزها ارتفاع تكلفة التمويل واضطرابات سلاسل الإمداد، ما أثر على استقرار الأسواق.

التعريفات الأمريكية الجديدة بنسبة 10% على الصين تثير التوتر التجاري مجددا. وسط هذه الأجواء، يرى كبير استراتيجيي الاستثمار في Kraneshares، أن الاقتصاد الصيني قادر على التكيف من خلال تحفيز الاستهلاك.

شهدت الصادرات الصينية ارتفاعا تاريخيا، بدعم من تسارع الشركات لتعويض ضعف الطلب الداخلي وزيادة الشحنات قبيل تسلم ترمب الرئاسة. لكن ديلين وو، خبيرة الأسواق، ترى أن هذا الإنجاز قد يتلاشى سريعا وسط مفاوضات جمركية أميركية صينية قد تبطئ خطوات التعافي.

رغم الحوافز الضخمة التي قدمتها الحكومة الصينية، كشفت أرقام ديسمبر أن هذه الحزم التحفيزية فشلت في تحفيز الطلب. وتشير فيوليتا تودوروفا من Leverage Shares إلى الضبابية التي تحيط بمستقبل السوق الصينية، مع تساؤلات حول تأثير رسوم ترمب الجمركية.