مع اقتراب ربيع 1945 كانت نهاية ألمانيا النازية تقترب حتمًا، بعد 6 سنوات من القتال والدمار الذي أودى بالملايين. رغم انهيار الجبهات، دعا هتلر إلى تجنيد دفعات أخيرة من الجنود، فقاد عشرات الآلاف من الألمان إلى موت محقق باسم “الفوهرر”، وأصدر مرسومًا جعل الموت واجبًا وطنيًا. بينما تقدمت القوات الأميركية من الغرب والجيش الأحمر من الشرق، سادت الفوضى والخوف بين السكان الذين فرّوا بلا وجهة خشية الانتقام السوفييتي.
في قلب برلين، انهارت معنويات هتلر، مختبئًا في مخبئه تحت الأرض، فيما حاصر الجيش الأحمر عاصمة الرايخ في معركة دموية.. وفي كورلاند على بحر البلطيق، ظلت قوات الفيرماخت محاصرة لشهور، منهكة بالخسائر. ورغم الدعاية النازية التي واصلت تصوير جيشها قويًا، كان الواقع انهيارًا متسارعًا.
أيضا في بروسيا الشرقية، تصاعدت الكارثة، المدنيون أُجبروا على الفرار عبر طرق وخطوط مقطوعة أو عبر البحيرات المتجمدة نحو ساحل البلطيق، بحثًا عن سفن الهروب. السفينة السياحية السابقة فيلهلم غوستلوف، المحملة بأكثر من 9500 شخص، أبحرت في بحر البلطيق لكنها تعرضت لهجوم طوربيدي من غواصة سوفييتية في 30 يناير 1945، لتغرق في واحدة من أكبر الكوارث البحرية، مودِية بحياة الآلاف.